أسرار تجارة الاسهم وكيفية الدخول إليها والخروج منها، خاصة عند حدوث تراجع أو انهيار حاد لأسعار الأسهم، كان لابد من تقديم النصح والتوجيه للمتعاملين بهذا السوق انطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة
والمثل الصيني المشهور يقول: "لا تطعمه السمك بل علّمه كيف يصطاد السمك". وإن كان شيء لابد من قوله هو أن على المرء الذي يريد تنمية ماله أن يراقب الله تعالى في ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وألا يجعل هدف تحقيق الربح السريع هو معيار النجاح دون النظر إلى العواقب والمخاطر التي يمكن أن تحدق بهذا المال. وإذا ما قررت أو كنت مبتدئاً التعامل بالأسهم فعليك بالنصائح العشر التالية
أولاً
لابد أن تقدر حجم المال الذي سوف تخصصه للتعامل بالأسهم، ونصيحتي لك ألا تضع كل ما تملكه من مال في مجال يحتمل الربح أو الخسارة، بل في مجال ترتفع به نسبة المخاطرة فيما لو كنت مضارباً، فهناك من باع منزله وسيارته واقترض وأثقل على نفسه الديون لأجل الطمع الزائد في الحصول على الأرباح ثم خسر كل ماله، ونصيحتي أن تبدأ بربع المال الفائض لديك (25% من رصيدك)، ولا تغامر بوضع هذا الربع دفعة واحدة، بل تدرج في الشراء شيئاً فشيئا، إلى أن تتعرف على أسرار العمل بالأسهم وتكون قد وضعت قدميك على أرض صلبة
ثانياً
حدد موقفك من التعامل بالأسهم كونك مضارباً أم مستثمراً
مضارب
يهتم بتحصيل الأرباح الناتجة عن فروق أسعار الأسهم المتداولة في السوق، لذلك هو سريع التحرك والانتقال من شركة مساهمة لأخرى وسريع الدخول والخروج من وإلى السوق، ومخاطره عالية
بينما المستثمر
يحرص غالباً على الأرباح التي توزعها الشركات في صورة أسهم أو نقود، إضافة إلى الأرباح المتحققة من فرق أسعار الأسهم، ولذا فهو أقل حركة من المضارب ولديه الصبر على تقلبات السوق ومخاطره أقل. لكن في حالة ارتفاع وانخفاض أسعار الأسهم يكون من المفيد أن تكون مضارباً لجني الأرباح وكن حذراً جداً حتى لا تقع في خسائر كبيرة.
ثالثاً
من الخطأ أن تضع كل مالك في اسهم شركة واحدة؛ لأن خسارة الشركة أو نزول أسعار أسهمها في السوق لأي سبب كان ربما يذهب بجميع مالك أو بعضه. بل عليك باختيار أسهم الشركات الجيدة في السوق، وحاول تصنيف الشركات المساهمة الى ثلاث فئات
فئة الشركات الضخمة
فئة الشركات المتوسطة
فئة الشركات الصغيرة
وذلك حسب القيمة الاجمالية السوقية لأسهمها، ثم عليك بالتركيز على افضل الشركات المتوسطة بحكم أنها شركات تجاوزت مرحلة التأسيس وأخذت في النمو المتصاعد وأرباحها في الغالب مستقرة وشبه مؤكدة
رابعاً
استشر أهل الخبرة في السوق عن أفضل الشركات المساهمة والأسهم المتداولة، واحرص أن تتعرف على مجموعة من المساهمين الذين لهم خبرة جيدة في السوق وحاول أن تكون واحداً منهم وناقشهم باستمرار، ولا تكتفي بالمعلومات التي تحصل عليها من هؤلاء الأشخاص بل عليك أن تزيد من ثقافتك اليومية عن الأسهم، بتخصيص نصف ساعة فقط يوميا لقراءة الجديد عن الأسهم وتتبع الأخبار في وسائل الإعلام المختلفة، وتصفح بعض المواقع عن الأسهم إضافة للمواقع الأخرى التي تنشر تقارير مهمة عن الأسهم والشركات المساهمة.
خامساً
أدرس الوضع المالي والقانوني للشركات المساهمة قبل أن تقدم على شراء أسهمها. وللقيام بذلك عليك بتحليل جانبين هامين هما
الأول: التحليل الفني للسهم وحجم تداوله وذلك بتتبع حركة أسعار السهم خلال فترة معينة وتتبع مؤشر هذا السهم ومقارنته بالمؤشر العام للأسهم ومدى الإقبال على شرائه في السوق
الثاني: التحليل الأصولي للشركة التي وقع اختيارك عليها من حيث حجم الممتلكات والإنتاج والمبيعات والأرباح خلال عدد من السنوات وكذلك القيمة السوقية لأسهم الشركة وقوة منافستها في السوق ومجلس الإدارة ونوعية القرارات الصادرة عنه
سادساً
التعرف على حقوقك الكاملة كحامل لملكية السهم، وذلك بالحصول على المعلومات والإجراءات الخاصة بالشركة المساهمة التي ستمتلك بعضاً من أسهمها، ومعرفة مخاطر وتكاليف السهم، والرسوم أو العمولات المتعلقة بحسابك عند أمر تنفيذ البيع أو الشراء، إضافة إلى معرفة الطريقة القانونية في رفع الشكوى ضد الوسيط أو السمسار إذا وجدت منه أي قصور أو كان سبباً في خسارتك
سابعاً
تعلم كيف تدخل التعديلات على حافظة الأسهم لديك وكيف تقوم بتغييرها أو تنويعها عند تقلب السوق وتذبذب حركة أسعار الأسهم
( أنتبه )
لا تحاول الدخول للسوق عندما يكون المؤشر العام للأسهم متذبذباً بشكل كبير و حاد، إلا إذا كان الارتفاع العام في أسعار الأسهم طبيعيا وليس مفتعلا. وتذكر أن أسعار الأسهم عموماً متقلبة دائماً الا ان مؤشراتها ترتفع على المدى البعيد
ثامناً
تعلم متى تبيع الأسهم الخاسرة ومتى تبيع الأسهم الرابحة، وذلك باتباعك
قاعدة: الدعم و المقاومة
لاتخاذ قرار يتعلق بشراء الأسهم أو بيعها في ظل الظروف الطبيعية واستقرار السوق
حيث يقصد بالدعم
شراء السهم عند أقل سعر له وهو يتجه نحو المسار التصاعدي مع ملاحظة أن يكون المؤشر العام يتجه نحو المسار التصاعدي كذلك
أما المقاومة
فهو بيع السهم عندما يصل سعره الى اعلى مستوى له ثم بدأ يتجه نحو المسار التنازلي، ويمكنك في هذه الحالة الاستفادة من نظام تداول الأسهم الذي لا يسمح بارتفاع السهم أو نزوله لأكثر من نسبة 10% من قيمة السهم، حيث تساعدك هذه النسبة على اتخاذ قرار الشراء أو البيع
تاسعاً
ضع جدولاً لحركة تعاملك مع الأسهم في البيع والشراء وحصر أهم المؤشرات الاقتصادية التي تفيدك في اتخاذ القرار مثل تتبع المؤشر العام والمتوسط المتحرك للأسهم خلال فترة زمنية معقولة يفضل ألا تقل عن ستة أشهر، وكذلك مؤشرات أسهم الشركات التي تتعامل مع أسهمها ومقارنتها بالمؤشر العام للأسهم، اضافة الى الاحتفاظ بمقياس "البيتا" الذي يقيس درجة تذبذب السهم مع المؤشر العام وهو مقياس لمعرفة درجة المخاطرة، كذلك عليك بعمل حفظ (copy) لحركة تداول الأسهم كل يوم وجعلها في ملف خاص بها واستخدام قلم مظهر الكتابة لتحديد أفضل الأسهم التي عليها حركة تداول كبيرة
عاشراً
إذا كنت تبحث عن المعلومات المهمة عن الأسهم والشركات المساهمة وتسعى للحصول على الربح السريع من وراء الأسهم فلابد أن تكون عارفاً بأسرار تجارة الأسهم عبر الانترنت خاصة إذا كنت تبحث عن الأسعار اللحظية، وليست الأسعار المتأخرة عبر شاشات التداول وزحمة المساهمين، واجعل في مفضلتك أهم المواقع التي تساعدك على معرفة أسعار الأسهم والشركات المساهمة وبياناتها والمواقع التي تساعدك في التعرف على المقاييس الأساسية لاتخاذ القرارات المناسبة، وكذلك المواقع التي تقدم تقارير جيدة عن الأسهم المحلية أو العالمية